کد مطلب:142110 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:239

مقدمة مرکز الدراسات الاسلامیة التابع لممثلیة الولی الفقیه
الحمد لله الذی جعل الحمد مفتاحا لذكره و دلیلا علی نعمه و آلائه و الصلاة والسلام علی نبینا محمد و آله الطیبین الطاهرین

و بعد: فان أهم حدث شهده العالم الاسلامی خاصة والعالم عامة فی نهایة القرن الرابع عشر من الهجرة النبویة الشریفة هو حدث انتصار ثورة اسلامیة فی منطقة قلب العالم الاسلامی، بقیادة الرجل الفذ الامام الراحل روح الله الموسوی الخمینی قدس سره، و اقامة الجمهوریة الاسلامیة فی اقلیم ایران.

و بعد نجاح هذه الثورة المباركة كان المسلمون خاصة و مستضعفو العالم عامة، الساعون الی تغییر أوضاعهم السیاسیة و الاجتماعیة، و تحریر بلدانهم من كل هیمنة استبدادیة و استعماریة، قد اتخذوا هذه الثورة نبراسا و أسوة فی الجهاد و النضال للتحرر من سیطرة الاستعمار و هیمنتته الفكریة والسیاسیة والاقتصادیة علی بلادهم.

ولقد شهد العالم الاسلامی خاصة والعالم عامة فی حركة الأحداث خلال العقد الأول من عمر هذه الثورة متغیرات و تحولات كثیرة و كبیرة علی الأصعدة السیاسیة و الفكریة، كان أثر هذه الثورة الاسلامیة أسیاسیا و واضحا فی كثیر منها.

و كان لشخصیة الامام الخمینی قدس سره المتكاملة فی جمیع أبعادها الأثر الكبیر فی كل ما جری، و فی التغییر الفكری والروحی و العملی الذی صبغ النفوس والأشیاء


والأحداث بالصبغة الاسلامیة الناصعة.

و لقد حدد قدس سره هدف هذه الثورة و هو الجهاد لتطبیق الاسلام المحمدی الخالص، و حدد طریقتها علی هدی النهج الحسینی فی الثورة لا زالة الفساد و الظلم، و اقامة العدل، و نشر الصلاح، والأمر بالمعروف والنهی عن المنكر...

و لقد دعا قدس سره الی ضرورة أن تتواصل هذه الثورة علی جمیع الأصعدة و فی كل الأبعاد، خصوصا فی البعد الثقافی الذی یجسد هویتها الفكریة التی لا تقیدها حدود جغرافیة و موانع سیاسیة فی الدعوة الی الاسلام المحمدی الخالص، و فی مواجهة الغزو الثقافی الكافر الذی كانت و لم تزل ریاحه تهب بقوة و شراسة علی عالمنا الاسلامی.

و بعد ارتحال الامام الخمینی قدس سره واصل قائد الثورة الاسلامیة آیة الله السید علی الخامنئی التأكید علی استمرار و مواصلة هذه الثورة فی كل الأبعاد أیضا وف ی بعدها الثافی بشكل خاص، و ذلك لاشتداد قوة الغزو الفكری و الحضاری الكافر فی وقت أحكمت وسائل الاعلام الكافر قبضتها علی كل العالم بطریقة حدیثة و متفوقة و شاملة، الأمر الذی جعل مواجهة هذا الغزو الفكری الكافر عملا یحتاج الی مستوی رفیع من المعرفة و التخطیط والفن، من أجل ایصال الكلمة الاسلامیة الهادیة، كلمة الفطرة الانساینة، الی كل القلوب بأسالیب متعدةة و محببة و مؤثرة، حتی تتوجه هذه القلوب الی دین الله باقبال و اعتقاد، و تنصرف عن زخارف ضلال الشیطان عن معرفة و تدبر.

و امتثالا لتوصیات القیادة الاسلامیة الحكیمة كان «حرس الثورة الاسلامیة» ولید الثورة الاسلامیة الأغر قد أولی مواصلة الثورة الثقافیة عنایة فائقة و تركیزا خاصا، ایمانا بأن للكلمة والفكر والمعرفة دورا كبیرا فی تثبیت وتوضیح أصول


و منطلقات الثورة الاسلامیة و نشرها، و فی الدعوة الی الحق و الخیر و الدفاع عنهما، جنبا الی جنب مع اعداد القوة التی ترهب عدو الله و عدو المؤمنین.

فكان و لم یزل للمؤسسات الثقافیة و العلمیة التابعة لحرس الثورة الاسلامیة دور ظاهر فی نشر الثقافة و التربیة الاسلامیة بین قوات الحرس خاصة و فی أوساط الأمة عامة.

و ایمانا من «حرس الثورة الاسلامیة» بانتمائه الصمیمی الی نهج الامام الحسین علیه السلام فی الجهاد و مقارعة الفساد و الظلم و الكفر، و شعورا منه بواجب أداء بعض ما للامام الحسین علیه السلام من دین و فضل فی أعناق أبناء حرس الثورة الاسلامیة، كانت قیادة هذا الحرس قد أقدمت بشكل خاص علی تأسیس وحدة خاصة أطلق علیها «مدیریة دراسات عاشوراء المستقلة» فی مركز الدراسات الاسلامیة العائد لحرس الثورة الاسلامیة.

و تهتم هذه المدیریة بنشر التراث الحسینی، و ترویج ثقافة عاشوراء، و تقدیم التحقیقات الجدیدة فیما یرتبط بتأریخ الثورة الحسینیة علی جمیع الأصعدة و فی مختلف الأبعاد، و احیاء الآثار العلمیة و التأریخیة و الأدبیة المرتبطة بتأریخ الامام الحسین علیه السلام.

و علی سبیل المثال لا الحصر، فقد شرعت هذه المؤسسة بتدوین موسوعة (دائرة معارف الامام الحسین علیه السلام)، و تدوین دراسة تأریخیة تحلیلة جدیدة مفصلة لفترة امامة الامام الحسین علیه السلام تحت عنوان (الركب الحسینی من المدینة الی المدینة). و نشر كتب ذات مناهج متنوعة للتعریف بنهضة عاشوراء، كمثل كتاب (بلاغات عاشوراء) و كتاب (ممهدات الثورة الحسینیة)، و كتاب (وقائع آثار عاشوراء).

و فی اطار احیاء آثار المكتبة الحسینیة، تقدم مدیریة دراسات عاشوراء بین یدی القاری الكریم جهدا تحقیقیا قیما لكتاب نفیس من المكتبة الحسینیة، وهو


كتاب (ابصار العین فی أنصار الحسین علیه و علیهم السلام) للمرحوم المحقق المتتبع الشیخ محمد السماوی، و قد قام بهذا الجهد التحقیقی سماحة المحقق الشیخ محمد جعفر الطبسی، ذو الخبرة الطویلة فی عالم التتبع والتحقیق، و من تحقیقاته: تحقیق كتاب (منیة الراغب فی ایمان أبی طالب) لوالده آیة الله الشیخ محمدرضا الطبسی النجفی رحمته الله، و تقحیق كتاب (المسالك) للشهید الثانی رحمته الله الی كتاب المضاربة، و (معجم أحادیث الامام المهدی علیه السلام) بالاشتراك مع مجموعة من المحققین.

ندعو الله تبارك و تعالی محققنا صاحب الفضیلة الشیخ محمد جعفر الطبسی دوام الموفقیة علی طریق خدمة الدین الاسلامی الحنیف، و خصوصا فی مجال نشر و ترویج الأهداف السامیة لثورة الامام الحسین علیه السلام.

مركز الدراسات الاسفلامیة للمثلیة

الولی الفقیه فی حرس الثورة الاسلامیة